في حدث نادر : سلحفاة محميّة عالميّا تعشّش في شاطئ غار الملح


سلحفاة محمية عالميا تعشش في شاطئ غار الملح

ندرة الحدث: 

تفطن أهالي غار الملح  لوجود صغار سلاحف بحرية لأول مرة على الشاطئ فتمّ التنسيق مع خبراء المعهد الوطني لعلوم و تكنولوجيا البحار لدراسة الحدث النادر.

دلالاته الهامّة :

وحسب عضو الفريق الذي تابع الموضوع الدكتورة الباحثة ألفة الشّايب فإنّ المعاينة الميدانية و الإختبارات المجراة اثبتت أن الأمر يتعلّق بصغار سلاحف من نوع "Caretta Caretta" وهي سلاحف  ضخمة الرأس محمية عالميا و تعششّ عادّة شرق البحر الأبيض المتوسط على شواطئ  قبرص، اليونان ، و ليبيا لكنّ؛ التغييرات المناخيّة جعلتها تبحث غربا عن ملاذ آمن واختارت لأول مرة على شاطئ غار الملح. 


حيث أن السلحفاة الأم التي تحبّذ أن تكون حرارة مياه البحر بين 24 و 25 درجة قد وضعت منتصف شهر جوان الماضي ما بين 50 و 120 بيضة. 

وسيواصل الفريق العلمي المتابعة اللصيقة لعمليّة تفقيسها و رصد خروج غيالم آخرين لدراسة الظاهرة التي تثبت سلامة المنظومة البيئيّة في غار الملح لأن السلحفاة، تختار لوضع بيضها فقط الشاطئ الرملي النظيف و الهادئ لتعود إليه بعد 20 إلى 25 سنة معتمدة على قدرتها الجيومغناطيسية لتحديد موقع نشأتها عند تخطيها الشاطئ و دخول البحر في حدث سيوثقه مثلما حدث يوم 22 أوت 2021 على شاطئ المدفون هرقلة سوسة. 


تتابع الشايب فريق البحث بحضور جمعيات مهتمة و الأهالي لتنطلق السلاحف الصغيرة في رحلتها التي قد تتواصل مئات الأميال و تترك قشور البيض التي تمثل مصدر غذاء حيونات دقيقة تحافظ على سلامة شاطئ غار الملح .

دعوة للمحافظة على المكسب البيئي 

وقد دعت المتحدثة أهالي غار الملح للمحافظة على المكسب البيئي الهام الذي يمكن اسغلاله لبعث نواة للسياحة الإيكولوجيّة في المنطقة المعروفة بجمال شواطئها و أن يبلغوا بسرعة عن حالات تعشيش السلاحف التي تضمن توازن المنظومة البحرية حيث أنها تمتص المعادن الثقيلة الملوثّة و تتغذّى من القشريات و" الحريقة " التي تقلق المصطافين و الكائنات الغازية مثل السلطعون الأزرق الذي يتحدى البحارة، الذي قد يصطادون السلاحف على وجه الخطأ أو يجدونها مختنقة وسط الشباك أو ببقايا البلاستيك أو الصنارة مثلما كشفته بعض عمليّات التشريح التي أجريت بالمركز التونسي لدراسة و رعاية السلاحف البحرية. "INSTM -Tunisian Sea Turtle Rescue Centre" 


نبذة عن السلحفاة البحرية "Caretta caretta"


سلحفاة  "كاريتا كاريتا"

 تعدّدت أسماؤها فنجد الحَنْفَاء أو السلحفاة البحرية ضخمة الرأس وهي سلحفاة بحريّة ضخمة الرّأس  تنتمي إلى عائلة "Cheloniidae".  

 متوسّط طول السلحفاة ضخمة الرّأس 90 صم عندما تصل إلى مرحلة البلوغ التّام، إلّا أنّه تمّ اكتشاف أفراد منها يصل طولها إلى 270 صم. يكون وزن السلحفاة البحرية ضخمة الرأس عند البلوغ حوالي 135 كيلو غرام   ويتراوح لون جلدها بين الأصفر إلى البني، بينما اللون النموذجي للصدفة هو البني المحمر.

ولا تكون هناك أية اختلافات خارجية بين الذكر والأنثى إلى أن تبلغ السلحفاة البلوغ، عندها، يكون من أبرز الإختلافات الواضحة بين الجنسين أنّ الذكور  يكون لها ذيل أسمك في حين تكون صدرتها أقصر من تلك الخاصّة بالإناث.

وتوجد السلحفاة البحرية كاريتا كاريتا، ضخمة الرأس في المحيط الأطلنطي والهادي والهندي بالإضافة إلى البحر الأبيض المتوسط.

وتعد السلحفاة "كاريتا كاريتا"  من الأنواع المهدّدة بالإنقراض وهي تخضع لحماية الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.


أحدث أقدم